الصحة النفسية وسوية العقل الانساني
كل تفاعل ايجابي سليم دليل على الصحة العقلية فما هي بقية مظاهرها؟
الصحة النفسية أو العقلية هي حالة من شبه الكمال التي يطوق إليها علماء النفس والناس عامة، فالصحة النفسية السليمة دليل على ارتقاء الانسان كفرد سليم وكمجتمع سوي،
وتعريف الصحة النفسية وفقاً لمنظمة الصحة العالمية؛ أنّها حالة من التعايش الصحي السليم في جميع النواحي الجسمية والنفسية والاجتماعية والخلو من العجز والمرض النفسي والجسمي.
ومن الممكن تعريفها أيضا بأنّها التفاعل الإيجابي السليم مع الذات الداخلية ومع البيئة الخارجية، من عوامل وظروف وكيفية المواجهة بالاستقرار والإيجابية. فيسود شعور السعادة الداخلية والخارجية، ويرتفع معدل الإنجاز والطموح،
وتعتبر الحالة النفسية للشخص الذي يتمتع بمستوى عاطفي وسلوكي جيد من وجهة نظر علم النفس الإيجابي أو النظرة الكلية للصحة العقلية من الممكن أن تتضمن قدرة الفرد على الاستمتاع بالحياة وخلق التوازن بين أنشطة الحياة ومتطلباتها لتحقيق المرونة النفسية.
فالنفسية السليمة دلالة على أن الفرد سوي فعال حسن الخلق.
أظهر العصر الحالي التقدم الفكري والتطور المعرفي والتكنولوجي، وأدّى ارتفاع مستوى طموحات الأفراد إلى ازدياد مجالات التنافس، والتفوُّق، وظهور النزاعات، والسعي للتقدم، وإثبات الذات في ظل التحديات التي يتعرض لها الأفراد، بالإضافة إلى ظهور الصراعات بأنواعها واختلاف الثقافات والحضارات، وكلّ ما يزيد من ثِقل العبء النفسي على الذات، فكان ذلك مؤشّراً هامّاً للسعي للوصول للصحة النفسية السليمة والمحافظة على ديمومتها في ظلّ مختلف الظروف والأحداث.
عند تحلّي الفرد بالصحة النفسية السليمة؛ فإنّ ذلك ينعكس بشكل واضح على جميع تفاعلاته واستجاباته للمثيرات المختلفة، وطريقة تعامله مع الظروف والحوادث غير المرغوب بها، ومن أبرز دلالات ومظاهر الصحة النفسية:
- التوافق الذاتي
- التوافق الاجتماعي
- الاتّزان والنضج في الانفعالات
- النجاح في العمل
- الإقبال على الحياة وحسن الخلق
وتعتبر الأسرة أهم العوامل المؤثرة على الصحة النفسية، حيث هي البيئة البكر الأولى للطفل وأكثرها تأثيراً في المستقبل، فالتنشئة الأسريّة السويّة تُخرج أطفالاً وأفراداً أسوياء وسليمين متوافقين مع أنفسهم ومع من حولهم، أمّا التنشئة الأسريّة غير السليمة قد ينتج عنها أفراد غير أسوياء، ويعانون من بعض السلوكيات غير التوافقيّة؛