سبقته طفلة جزائرية.. انتحار طفل تونسي بسبب لعبة الحوت الأزرق.. تعرفوا عليها كي تدركوا ما يحصل مع أطفالكم!
يبدأ الأمر بتحميل تطبيق اللعبة على الهاتف المحمول؛ إما لطرد الملل والوحدة التي يشعر بها المراهق، وإما إشباعاً للفضول حول هذه اللعبة التي حيَّرت العالم.
لعبة “الحوت الأزرق”، التي طوَّرها شباب روس تتضمن 50 مستوى، تكون تحدياتها الأولى مشاهدة فيلم رعب في ساعات متأخرة من الليل، وتصل إلى تحدي رسم حوت على الذراع بآلة حادة أو التعرض لقطار، ويكون هذا هو التحدي الأخير، الذي على اللاعب كسبه.
يُطلب من المنضم الجديد إرسال صورة للمسؤول؛ للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلاً. بعد ذلك، يعطى الشخص أمراً بالاستيقاظ في وقت مبكر جداً عند الـ4 فجراً، ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة. وتستمر التكليفات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر؛ بهدف التغلب على الخوف.
وفي منتصف المهمات، على الشخص محادثة أحد المسؤولين عن اللعبة لكسب الثقة والتحول إلى “حوت أزرق”، وبعد كسب الثقة يُطلب من الشخص ألا يكلم أحداً بعد ذلك، ويستمر في التسبب بجروح لنفسه عن طريق استخدام آلات حادة مع مشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الخمسون، الذي يُطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة وإما بالطعن بسكين.
ولا يُسمح للمشتركين بالانسحاب من هذه اللعبة، وإن حاول أحدهم فعل ذلك فإن المسؤولين عن اللعبة يهددون الشخص الذي على وشك الانسحاب، ويبتزونه بالمعلومات التي أعطاهم إياها لمحاولة اكتساب الثقة، ويهدد القائمون على اللعبة المشاركين الذين يفكرون في الانسحاب بقتلهم مع أفراد عائلاتهم .
آخر ضحية للعبة سُجلت يوم الأحد 11 فبراير/شباط 2018 في تونس، حيث انتحر شاب لا يتجاوز عمره 11 عاماً. قال والده لموقع “أخبار أونلاين” التونسي، إن طفله الذي كان يلعب كرة القدم وكان يستعد للسفر مع فريقه إلى فرنسا، استغل فرصة عدم وجود أحد من أفراد الاسرة في المنزل وانتحر.
الطفل كان يشاهد البرامج الكوميدية على الإنترنت ويحب الضحك، ولم يكن أحد من أسرته يعلم أنه يلعب على تطبيق “الحوت الأزرق”. وتعتبر هذه هي الحالة الأولى في تونس، بعد عدد كبير من الحالات بالجزائر.
لورا -مراهقة فرنسية- قالت لصحيفة Le Monde الفرنسية، إنها بدأت بلعب اللعبة؛ لأنها يائسة من الحياة وترغب في الانتحار. بسبب تزايد أعداد المراهقين المقبلين على الانتحار عن طريق اللعبة، تم ربط هاشتاغات لها علاقة باللعبة مع حسابات جمعيات متخصصة في الحد من الانتحار.
بمجرد بدء المراهق لعب اللعبة والتأثر بها، تقوم الجمعية بالتواصل معه ومحاولة إنقاذه.
واعترف مطورو اللعبة، الذين تمكنت الشرطة الروسية من إلقاء القبض عليهم، بأن التطبيق كان في البداية وسيلة للتواصل بين الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب. وصرح فيليب بودييكين، أحد مطوري التطبيق، بأنه عانى بدوره اضطرابات نفسية جعلته يحاول الانتحار.
اعترف بوديكين بالجرائم التي تسبب في حدوثها، قائلاً: “أحاول تنظيف المجتمع من النفايات البيولوجية، التي كانت ستؤذي المجتمع لاحقاً”.
وأضاف أن “جميع من خاض هذه اللعبة هم سعداء بالموت”، بحسب صحيفة الديلي ميلالبريطانية
وبدأ بوديكين محاولاته عام 2013 من طريق دعوة مجموعة من الأطفال إلى موقع vk.com، وأولاهم مهمة جذب أكبر قدر ممكن من الأطفال، وأوكل إليهم مهمات بسيطة، يبدأ على أثرها العديد منهم بالانسحاب.
يُكلف من تبقى منهم مهمات أصعب وأقسى كالوقوف على حافة سطح المنزل أو التسبب في جروح بالجسد. والقلة القليلة التي تتبع كل ما أُملي عليها بشكل أعمى، هي التي تستمر.
تكون هذه المجموعة الصغيرة على استعداد لفعل المستحيل للبقاء ضمن السرب، ويعمل الإداريون على التأكد من جعل الأطفال يمضون قدماً في اللعبة. وكان بوديكين يستهدف من لديهم مشاكل عائلية أو اجتماعية، بحسب “الديلي ميل”.
ويقبع حالياً بوديكين في السجن، كما أن المجموعات الخاصة بهذه اللعبة في صفحات التواصل الاجتماعي والتي تميز نفسها برمز F57 قد تم إغلاقها من قبل إدارة الموقع، وفقاً للصحيفة.
طوَّر كل من فيسبوك وإنستغرام نظام إنذار لإبلاغ إدارة الموقعين بأي محتوى له علاقة بالانتحار.
وأطلق عدد من الشباب الفرنسيون مبادرة معاكسة للعبة، عبر هاشتاغ #pinkwhalechallenge،
والتي تتضمن مجموعة من التحديات، تبدأ بالتفكير في الأمور التي تسعدك وتصل إلى قراءة كتاب في يوم واحد، ثم خوض نقاش مع شخص في الشارع عن موضوع معين، وأكل الشوكولا المفضلة لديك.
أحد المراهقين الجزائريين والذي نجا من محاولة انتحار، قال لموقع “العربية.نت” إن الأمر بدأ بالتواصل مع مجموعة من الأصدقاء عبر الشبكات الاجتماعية، وبعد اجتياز عدد من التحديات طلبت منه اللعبة قتل والدته وإلا فستقتل عدداً من أصدقائه.
المراهق، الذي لا يتجاوز عمره 19 سنة، أصيب بحالة هستيرية جعلت أهله يظنون أنها نوبة صرع. فيما قرر ضحية آخر للعبة قتل نفسه لحماية أسرته؛ إذ هددته اللعبة بإنهاء حياته وإلا فسيتم حرق كل منزله.
في الجزائر أيضاً، حيث توفيت خولة (16 سنة)، كتبت رسالة إلى والدتها تقول لها فيها: “أنا شنقت نفسي حتى تنعمي أنت بالجنة”.